بعد إصدار أطلس الميثاق 2014 الذي تناول العديد من المواضيع المتعلقة بالنظام التربوي المغربي، يُعد الأطلس المجالي للفوارق في مجال التربية 2017 أول إصدار لسلسلة الإصدارات هذه، في شكل أطلس يهتم حصراً بموضوع : الانصاف.

ويندرج موضوع الانصاف ضمن الأسس الرئيسية الثلاثة للرؤية الاستراتيجية 2015-2030 للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وتوصي هذه الرؤية بتفعيل مقاربة ميدانية مبنية على مبدإ التمييز الإيجابي لفائدة المناطق المهمشة.

وبهذا المنظور عمل الأطلس المجالي للفوارق في مجال التربية على تمكين الجمهور المعني من شبكة تصنيف تسمح بتحديد مكانة كل من الجماعات الترابية المغربية البالغ عددها 1538 جماعة، موزعة على أربعة فئات أساسية ناقص جداً، ناقص، ناقص شيئا ما، غير ناقص).

كما يشكل هذا التقييم، من جهة أخرى، مدخلا لتوجيه السياسات التربوية الهادفة إلى إيلاء الأسبقية للمناطق المعوزة من حيث فرص الولوج إلى التربية.

وإذا كانت الفترة الأولى من الأطلس قد اهتمت بمرحلة زمنية تمتد على ثلاث عشرة سنة، فإن الإصدار الحالي يتمحور على سنة وحيدة هي سنة 2014. وهي السنة التي ستشكل السنة. المرجع بالنسبة لعملية تتبع تحسين مستوى مؤشرات الانصاف في الولوج إلى التربية في أفق عام 2030، تحيل على سنة آخر إحصاء للسكان والسكن. ويشكل الإحصاء فرصة لا تتجدد إلا كل عشر سنوات، لإتاحة إمكانية تقدير، على المستوى الجغرافي، أدق المؤشرات المتعلقة بموضوع الانصاف في مجال التربية.

فمن خلال تقدير معدل سنوات التمدرس ومؤشر “جيني” (GINI)، هذان المؤشران، المفتاح اللذين يتجاوزان المؤشرات المنهجية المعتادة، يهتم هذا الأطلس على الخصوص بالفوارق والتفاوتات فيما يتعلق بالولوج إلى التعليم. وهكذا فإن المؤشر الأول يقيس بصفة تركيبية مستوى الرأسمال البشري الذي تمتلكه الساكنة في حين أن المؤشر الثاني يقيس درجة الفوارق لدى نفس الساكنة بالمقارنة مع أعلى مستوى تعليمي استطاعت بلوغه. ولقد تم قياس هذين المؤشرين، لأول مرة، على أساس التقطيع الجهوي الجديد ويهمان في نفس الآن المستوى الوطني والجهوي والإقليمي والجماعي.

تحميل الأطلس المجالي الترابي للفوارق في التربية